الاثنين، 16 يوليو 2012




تعدل نظارتها وتجذب شعرها بشكل متزمت ..
ترتدي الأسود وترتشف القهوه السوداء وتكحل عينيها بالأسود ..
تخبئهُما تحت نظارتها الزجاجيـة ” الغير طبيـة‘‘ حتى تمنع بحر عينيها بأن يثور ل يغرق أقنعتها ..
تعيش لتعلم طلابها الجامعيين كيف يعيشون في الحياة الواقعيـة .. القاسيـة جداً ..!
صبيحـة اليوم عرضت عليها إحدى طالبتها قصيده غزليـہ كتبتها ..
تأملتها ثم أشاحت بعينيها وضحكت كثيراً وسط دهشـہ اجميع ..
ثم أردفت :
إنكم مهووسون بالحب.. مهووسون بكل مايدمرٌكم ..!
الحب لايشيد بستاناً من الورود ولا يبني قصراً من أحلام كما تتخيلون
إنه يبني مأساة مزخرفـة برسائل معطره ..
وموقعـة من قبل شخصين قتلوا أنفسهم بإسم الحب ..
إن مجنون ليلى يبكيكم ويجعلني أضحك كثيراً وأتقزز أكثر ..
وأراهن كم ليلى في هذه القاعـة تحلم برجل مثل قيس ..
لاتحلمن ..!
لأن مجنونها لو حصل عليها لبحث عن ليلى أخرى ..!
لأننا بشر تغرينا الأشياء البعيده ..
نمقُت مابين أيدينا ونلهث كثيراً لما ليس لنا
لدرجـة أننا في سكرة الموت نتعلق بالحياة التي ضيعناهآ بملاحقـة المستحيلات ..!
لاتجعلوا نرجسيتكم تدفعكم لـ/ خزعبلات الحب الذي اخترعها شاعر
حتى لاتبكوا كثيراً .. ولاتدمنوا كثيراً .. وتتعثروا كثيراً .. وتموتوا أبشع ميتـة .!
عيشوا من أجل أنفسكم فقط ..!
فقط !!
تودع الجميع بنظره صارمـة وتتجـة للمنزل
تشعل مصباحاً خافتاً ..
تنزع سوادها وترتدي قميصها الحريري الذي يشبـة لون الورد ..
تلقي بنظارتها وتسمح لعينيها بأن تبوح .. تنثر دموعها على وسادتها ..!
وتضم رسائلـة إليها التي تخبؤها في ديوان نزار قباني الموقع بإهداء
ومزخرف بإسمـة .
تمسك بالهاتف.. تضغط على الأرقام ويواجهها الصوت الذي تسمعـہ لسنتين كل ليلـة ..
( هذا الرقم الذي طلبتـة غير موجود بالخدمـة مؤقتاً )
ههـة..
مؤقتاً ..؟
تهمس لأحرفـه ..
لقد سجنتك خلف أضلعي .. ” مؤبداً “
لاتصدقوهم حين لايبكون ..
السماء تبكي .. الجدران تبكي .. وكل الكون يبكي
فكيف بكتلـة  بشريـة قذفها رحم ضيق
فخرجت للحياة وهي تبكي ..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق